ينطوي (فصام) الدولة المغربية على بنية متضاربة قد تُسمى ” استخلاص الأموال من جيوب المهاجرين – وهم ” الرعايا رهن الإشارة”- وفي نفس الوقت الاِسْتِحْكامُ في أفكارهم و تكميم أفواههم ” .
.
فلماذا تتَقَبَّل الدولة المغربية بشراهة التحويلات المالية الضخمة للمهاجرين المغاربة والتي تقدر بمليارات الدولارات؛ في حين ترفض سلطاتها أن تتَقَبَّل طريقة التعبير الحر والسلمي التي اكتسبها هؤلاء خلال سنوات الإقامة في بلاد تربي سكانها على التعايش مع الرأي والرأي الأخر؟
.
ألا يعلم سدنة الحكم القَرْوَسَطِيّ أن نفسية المهاجر تحولت عبر التفاعل مع مجتمعات تقوم على احترام الحرية الفردية…؟ ؟
بل الأخطر من كل هذا أن أجهزة الفصام المخزني صارت تَتَعَقَّب أَثَرَ التدوينات و الفيديوهات التي ينشرها مهتمون بأزمة الكرامة من خارج الوطن الأم لِلإِيقَاعِ بِهِم; ثم تَرَقُّبهم للاعتقال حين زيارتهم لأهليهم و ذويهم ; ومعاقبة أي صوت مهاجر إن هو تجرأ على التعبير الحر، كما هو الحال مع المهاجر العمراني .
.
قد يختلف الناس مع المهندس العمراني في طريقة التعبير و كنه الآراء- وهذا هو الوضع الديمقراطي و السليم- لكنه عبر عن انتقاده لجهاز الأمن و القصر بِجُرْأَة الملامح و سلمية يجب التأكيد عليها .
فهل سيساهم اعتقال مهاجر وَاجَهَ مَعْرَكَة التعبير في إيقاظ ملايين المغاربة بالشتات من حيلة “عملية مرحبا” لاستقبال أموالهم و “غنائمهم ” لا أشخاصهم أو آرائهم إن هي خرجت عن الرأي المنتظر من الخرفان في القطيع المشتت ..؟؟؟
.
ما يسمى (فصام المخزن حيال الرعايا في الشتات) وتمثلها الظاهر في اعتقال المهندس العمراني قد يسلط المزيد من الضوء الكاشف على روح الأزمة و جوهرها بالمغرب; وهي مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة و ازدراء كرامة المواطن غير المحمي أيا ما رمى به العيش!! .
.
مؤشر جديد بالنسبة لامريكا يؤكد طرح (الفصام) تلك التقارير الواردة من هيئات أمريكية ترصد تزايد الانتقاد للنظام المخزني في صفوف المغاربة المقيمين هناك; وكذلك ظاهرة اللجوء إلى مؤسساتها القضائية كما هو الحال مع الضابطة وهبية ; وكذا ارتفاع اصوات تنادي بالجمهورية في المغرب.
ثم كان أخرها تدخل الجهات الدبلوماسية الأمريكية في المغرب على الخط ; ليس باعتبار اليوتوبر الحامل للجنسية الأمريكية ولا يحرض على العنف أو الكراهية فقط ; بل الأهم من ذلك أن أمريكا جد مطلعة على نماذج حديثة و كثيرة يمارس الطرف الأخر -المخزني- فيها طريقة الهارب بن علي في التشهير او التَّنْكِيلِ بمعتقلي الأراء الناقدة أو فناني الراب أو المثقفين أو الذين خرجوا للمطالبة بالمستشفى والمدرسة .
.
نقطة الدعم بالنسبة لمعتقلي التعبير السلمي من الداخل و الذين لا حول و لا ناصر لهم أن انضمام “عروبي في ميريكان” اليهم سيكون القشة التي تقصم ظهر البعير و محور أزمة حقوقية جديدة تغرق سفينة اللا عدالة بالدولة المغربية; وتكشف للعالم تشبث العقلية المخزنية باستعباد المغاربة ولو هربوا للعيش في المريخ .